التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
قصة الله محبة وموقف الأناجيل منها مقال بقلم الشيخ محمد الغزالي، يوضح موقف شتى الأناجيل من الله محبة.. فما قصة الله محبة في المسيحية؟ وما موقف شتى الأناجيل
وقال لي أحدهم وهو يحاورني: إننا نرى أن الله محبة!! على عكس ما ترون..
فأجبت ساخرًا كأننا نرى الله كراهية!! إن الله مصدر كل رحمة وبرّ وكل نعمة وخير.. وصحيح أننا نصفه بالسخط على الفجار والظلمة والأمر في ذلك كما قال جل شأنه: {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام: 147].
أفليس الأمر كذلك لديكم؟ إنكم تخدعون العالمين بذكر هذه الكلمة وحدها ووضع ستائر كثيفة على ما عداها من كلمات تصف الجبروت الإلهي بأشد مما ورد في الإسلام، بل إن تعامل بعضكم مع البعض وتعاملكم جميعًا مع الخصوم لا يقوم إلا على هذه الكلمات الأخرى التي تخفونها وما أكثرها لديكم.
قال (إتيان دينيه) المستشرق المسلم: "بَيْد أن المسيح نفسه -وهو سيدنا وسيد المسيحيين- يعلن:
"ولا تظنوا أني جئت أنشر السلام على الأرض، إنني لم آت أحمل السلام وإنما السيف" (إنجيل متى. الإصحاح عشر، 34).
ويقول السيد المسيح: "إنني جئت لألقي النار على الأرض وماذا أريد من ذلك إلا اشتعالها" (إنجيل لوقا، الإصحاح العاشر، 49).
ويقول السيد المسيح: "إن كان أحد يأتي ولا يبغض أباه وأمه وامراته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضًا فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا" (إنجيل لوقا، الإصحاح الرابع عشر، 26).
أين من هذا ما جاء به النبي العربي الكريم من سلام حقيقي وحب كامل بين الأخ وأخيه، وبين الزوجة وزوجها، وبين الأب وولده، وبين الأم وفلذة كبدها، وبين الجار وجاره، مسلمًا كان أو غير مسلم، وبين الأرحام والأقرباء، وبين المشتركين في الإنسانية الذين يتوفر لديهم مدلول الإنسانية في بني الإنسان".
إننا -نحن المسلمين- نتقرب إلى الله عز وجل برحمة الناس وغير الناس والبذل من مالنا وجهدنا ووقتنا في سبيل نفعهم، ولنا على كل شيء من ذلك أجر في ميزان الله الذي لا يختل عنده ميزان.
وما أصدقها شهادة تلك التي بعث بها البطريرك (النسطوري الثالث) إلى البطريرك "سمعان"، زميله في المجمع، بعد ظهور الإسلام؛ حيث قال في كتابه: "إن العرب الذين منحهم الرب سلطة العالم وقيادة الأرض أصبحوا معنا ومع ذلك نراهم لا يعرضون للنصرانية بسوء فهم يساعدوننا ويشجعوننا على الاحتفاظ بمعتقداتنا، وإنهم ليجلون الرهبان والقسيسين ويعاونون بالمال الكنائس والأديرة".
وما أصدق ما يقوله المؤرخ العالمي (هـ.ج.ويلز) في كتابه (معالم تاريخ الإنسانية): "لقد تم في 125 عامًا أن نشر الإسلام لواءه من نهر السند إلى المحيط الأطلسي وإسبانيا ومن حدود الصين إلى مصر العليا، ولقد ساد الإسلام لأنه كان خير نظام اجتماعي وسياسي استطاعت الأيام تقديمه، وهو قد انتشر لأنه كان يجد في كل مكان شعوبًا بليدة سياسيًّا؛ تُسلب وتُظلم وتُخوَّف ولا تُعلَّم ولا تُنظَّم، كذلك وجدت حكومات أنانية سقيمة لا اتصال بينها وبين أي شعب. فكان الإسلام أوسع وأحدث وأنظف فكرة سياسية اتخذت سمة النشاط الفعلي في العالم حتى ذلك اليوم، وكان يهب بني الإنسان نظامًا أفضل من أي نظام آخر".
المصدر: كتاب (قذائف الحق) للشيخ محمد الغزالي.
التعليقات
إرسال تعليقك